بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين .
هذا الكتاب يعتبر مكملا لكتابي روائع أبيات الحكم والنصائح والمواعظ والمثل في الشعر والأدب العربي وهو اسم على مسمى، فقد جمعت فيه ما تيسر لي بفضل الله تعالى مما جاء شعراً فقط أبيات الحكم والنصائح والمواعظ والمثل منذ العهد الجاهلي وحتى زماننا الحالي .
أما موضوع هذا الكتاب فهو الحكمة في الأدب نثراً فقط وما أنزل الله تعالى فيها من الآيات في القرآن الكريم وما روى عن رسول الله من أحادي ، وما روى على ألسنة الأنبياء والصحابة وأقوال الحكماء على مر العصور، وما جاء فيها وما قيل عنها. وقد أثبتُ في هذا الكتاب الأصوب والأكمل إنشاء الله مما وقفت عليه من الحكمة المتراوحة بين الرأفة واللين والشدة ، السهلة اللغة الطيب المذاق التي يصل الإحساس بها إلي العقل والقلب ، ومن صدق معانيها وحلاوة وطلاوة ألفاظها اصبح منها ما هو مشهورا سائرا على ألسنة الناس . واستبعدت ما لم يَقِر في قلبي ولم يقبله عقلي .
الحكمة نعمة من نعم الله الكبرى اشتهر بها عددُ ممن أنعم الله عليهم من بنى آدم وغيرهم على مر العصور في المجتمعات والأمم العربية والعجمية، فمن أصحابها من ذاع صيته وعلا نجمه، ومنهم من لم تصلنا أخباره وانمحت آثاره، ومنهم من وصلنا القليل منه. فروينا ما وصلنا عنهم، وما تناقلته الشعوب من حكمهم على مر العصور، فعبرت الحكمة المحيطات والصحاري ولم تكن وقفا على بلد واحد فقط. فقد اشتهرت بلاد الهند وفارس والصين واليونان وجزيرة العرب بحكمائها، واعتبرت الحكمة مكسبا لكل الشعوب ولكل من عمل بها أو دعي لها. وكانت الحكمة في القديم ممنوعا منها إلا من كان من أهلها ومن علم أنه يتقبلها طبعاً ! وكان عرب اليمن يكتبون الحكمة على الحجارة طلبا لبقائها !! والحكمة على مر الزمان تمناها الملوك والأمراء والحكام وسعوا للحصول عليها فمنهم من أدركها واتصف بها ومنهم من لم يدركها، لذا كانوا حريصين كل الحرص على أن يكون من ضمن وزرائهم أو حاشيتهم، من يوصف بالحكمة ليرجعوا بالرأي الصائب إليه. وكما قيل : آخر النعم، نعمة الحكمة. فنسأل الله خاتمة خير، ونسأله أن يعرفنا نعمه وأن يوزعنا الشكر على ذلك. فقد ينال العبد بالمعرفة والإرادة من الخير والقرب من الله سبحانه وتعالى، ما لا يناله صاحب العمل الكثير. وكما قيل : لِكُلَّ شَيْءٍ آخِرُ وَيَنْقَضِــيْ مَاْ غَلَبَ الأيَّامَ إِلاَ مَنْ رَضِيْ
رحمنا الله ومن اتعظ آمين ..
هِـلاَلَ مُحَمَّد الْعِيسىَ
تمّ الكتابُ بحمدِ اللهِ في مدينة الرياض يومِ الخميس الموافقِ التاسع عشرَ من شهرِ جمادى الأول عامِ ألفٍ وأربعمِائةٍ وسبعة وعشرين من هجرةِ المصطفى . الموافقِ الخامس عشرَ من شهرِ يونيو لعامِ ألفين وستةٍ ميلادية ..
|
(10) حجم وسط
عدد الصفحات 398
|
فهرس
|
|
الباب الأول
|
بعض ما جاء وأُنزل في الحكمة والموعظة والنصيحة والمثل .
|
|
الباب الثاني
|
نبذ منتقاة من كلام الحكمة في خطب وأقوال رسول الله e .
|
|
الباب الثالث
|
أقوال في الحكمة .
|
|
الباب الرابع
|
أجوبة الحكماء عما سئلوا .
|
|
الباب الخامس
|
ما جاء من الحكمة والموعظة والمثل على وزن الأعداد .
|
|
الباب السادس
|
ما جاء من الحكمة والموعظة والمثل مرتبا هجائيا .
|
|
الباتب السابع
|
ما جاء من الحكمة والموعظة وما تمثل به العرب والعجم عن ألسن الطير والحيوان .
|
