بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت المواعظ والحكم والأمثال في أشعار بعض الشعراء. واشتهر منهم في ذلك طرفة ابن العبد، وزهير بن أبي سلمي، وأبي العتاهية، وصالح بن عبد القدوس والمتنبي، والشريف الرضي وغيرهم .
وقد عن لي أن أجمع، ما حلا من محاسن ما ورد في الشعر مما لا يخفى على المتأمل من ذوي الألباب. فذكرت في هذا الكتاب ما وقفت عليه من أبيات الشعر المتراوح بين الرأفة واللين والشدة. السهل اللغة، الطيب المذاق، التي يصل الإحساس بها إلي العقل والقلب، من صدق معانيها وحلاوة وطلاوة ألفاظها. والتي وردت فيها الحكمة والنصيحة والموعظة البالغة والمثل، فأصبح منها أبيات مشهورة سائرة، سارت على مر العصور مضرباً على ألسنة الناس .
ولقد وجدت أبيات كثيرة من الشعر الدال على الحكمة والنصيحة والعظة والمثل لشعراء غير معروفين، لم ينالوا من الشهرة في زمانهم ، ما ناله غيرهم من الشعراء. وكذلك وجدت أبيات من الشعر منسوبة لغير قائلها أو ادعها بعض الشعراء لنفسه، وما أكثر من يدعى ما ليس له في كل زمان .
ومن الطريف أن إحدى القصائد الشعرية، تروى لسبعة عشر شاعر كلهم ادعوها .! وتسمى اليتيمة، كل ينسبها إلي نفسه .!
ولما لم يكن كتابي هذا خاص بتحقيق نسب بيت الشعر إلي قائله أو التأكد منه. بل هو خاص بما جاء في الشعر، من الموعظة والحكمة والنصيحة والمثل فقط لذا فقد كان جل اهتمامي منصباً على معنى القصيدة أو بيت الشعر فقط .
ولقد كنت أجمع على مر سنين العمر، ما كان يعجبني من أبيات من الشعر. ولكن مع الأسف فغالب ما جمعت لم اكتب مصدره، وذلك لعدم توقعى أنني قد أقوم بجمع وإصداراً لمثل هذا الكتاب. ولما كانت تلك الأبيات من روائع الحكمة والنصائح والعظة والمثل وفيها الشيء الكثير منه، لذا أثبتها في مشيراً إليها بكلمة بدون مصدر.
وفي الختام أمل أن تكون القرأة بتمعن وتدبر للوصول للهدف من ذكر البيت. وأن يحوز ما حواه هذا الكتاب على رضاء القارئ ..
هِـلاَلَ مُحَمَّد الْعِيسىَ
تم الكتاب بحمد الله في يوم الأربعاء الموافق الثالث من شهر ربيع الأخر من عام ألف وأربعمائة وست وعشرين من هجرة المصطفي . الموافق الحادي عشر من شهر مايو لعام ألفين وخمسة ميلادية ..