مقدمـــة :
استوقفتني منذ سنوات شخصية هذا الرجل الفضيل بن عياض، وكنت أمر على أقواله وأفعاله فأتوقف أمامها معجبا بها، وفي الغالب لا أمر عليها مرور الكرام بل أتمعن وأتأمل ثم أقارن بين عهده وزمانه وخشيته وخوفه الشديد من الله وشدة حرصه في الفتوى بل وفي أن يذكر حديث منسوب لرسول الله r .
وبين ما نحن عليه الآن وبين علماء عصره كالحسن البصري والثوري وابن المبارك وأبو حنيفة وابن حنبل وغيرهم من الصالحين الذين استحقوا عن جدارة أن يطلق عليهم أئمة للمسلمين وعلماءهم، وبين من سموا افتراضا بمفتين وعلماء وسرعة فتاويهم وغريبها وعجيبها ولويهم لأعنة النصوص لتتطابق مع أقوالهم ليرتقوا بها في الدنيا !
أسرتني شخصية هذا الرجل، فسعيت جهدي لأقف على كتاب يتحدث عن سيرته، أفعاله، أقواله، وما قيل عنه فلم أعثر عليه. ولقد ترددت كثيرا قبل أن أسعي في جمع كتاب عن سيرته وحياته وأقواله لظني والظن لا يغنى عن الحق شيئا، أن أخباره وأقواله في الكتب قليلة قد لا تساعدني على عمل كتاب خاص بسيرته، وأشفقت على نفسي من ذلك، وما ظننت إلا أنى سوف أجمع عنه ورقات قليلة فقط، فلم أعثر إلا على متفرقات عنه موزعة على عدد محدود جدا جدا فقط من أمهات الكتب التي أثق بمادتها. فإذ بحمد الله أنا أغرف من بحر لا ينضب خيره ولا يمل، وإذ بالقليل من سيرته العطرة كثيرا بحكمته وأقواله، وإذ بي أمام رجل قليل أمثاله نادر وجوده في عصرنا الحالي، صالح بأفعاله ثم بأقواله، لا تأخذه في الله لومة لائم ولو عند سلطان جائر، فلا يلوى له نصوص الكتاب والسنة لتتوافق وهواه ليوحي للمسلين أن جميع أعمال هذا السلطان موافقة للكتاب والسنة، ليكسب وده ويتزلف إليه بالنفاق فيرتقي في الدنيا ليسقط في الآخرة وهو يعلم أن الله يري. وهذا الذى حذرنا منه رسولنا الكريم فعن عمر بن الخطاب t أن رسول اللّهِ r قال: إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان.
هكذا كان العلماء الصادقين من أئمة المسلمين لربهم تشهد عليهم أفعالهم قبل أقوالهم لا يضعوا أنفسهم في مواضع الريبة ولا يدعوا أنهم علماء السلطان وأن تقربهم إليه هو فقط من أجل نصيحته .! لذا كان الفضيل وغيره من العلماء هم من تقدمت الأمة الإسلامية وتوسعت ونهضت على أكتافهم فهم قدوة الإسلام والمسلمين بعد رسول الله r وأصحابه كابي بكر وعمر وغيرهم رحمنا الله والجميع بواسع رحمته ..
هِـلاَلَ مُحَمَّد الْعِيسىَ
خاتمة الكتاب :
تم الكتاب بحمد الله في يوم الثلاثاء الموافق الأول من شهر جمادي الأخرة من عام ألف وأربعمائة وخمسة وثلاثين من هجرة المصطفي عليه السلام الموافق الأول من شهر إبريل لعام ألفين وأربعة عشر ميلادية ..
(19) حجم وسط عدد الصفحات 102 |
فهرس |
|
مقدمة : |
|
سيرة الفضيل بن عياض . |
|
نسبه . |
|
أبناء الفضيل بن عياض . |
|
ما جاء في ابنه على رحمه الله . |
|
علمه ومن روى عنهم وروا عنه . |
|
وحدث الفضيل عن . |
|
وحدث عن الفضيل . |
|
وروى عن الفضيل . |
|
ما روى عن توبته وأسبابها . |
|
وفاه الفضيل بن عياض يرحمه الله . |
|
ما روى من أقوال في الفضيل . |
|
الفضيل بن عياضt وهارون الرشيد . |
|
ما جاء في روائع حكم وأقوال الفضيل t . |
|
خاتمة الكتاب . |
***