بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين. موضوع هذا الكتاب النفاق والمنافقون وما أنزل الله تعالى فيهم من الآيات في القرآن الكريم، وما روى عن رسول الله من أحاديث فيها ذكر لهم ولأخبارهم وكذلك ما رواه الصحابة عنهم، وما روى على ألسنه العرب من القصص والأخبار والأقوال .
فالنفاق بلاء قديم قدم الإنسانية، نهى الله عنه في القرآن الكريم وكذلك نهى رسول الله عنه، لما فيه من تزييف وقلب للحقائق ، والتقرب إلي البعض على حساب الآخرين. ومن الغريب أن الشخص المُنَافقْ يعلم تمام العلم بأن ما يقال عنه غير حقيقي وغير صحيح، ونراه مع ذلك يهش ويبش بما يمدح به ويبتسم وينظر إلي الآخرين كأنه يقول لهم انظروا فهذه بعض صفاتي. ونراه يشجع الآخرين على اكتشاف ما خفي من مزاياه وفضائله وعلى مدحه بما يعلم هو تمام العلم ويعلم المنافق له بعدم توفره به .
ومن والعجيب أن المنافقين نجدهم يرتقون ويصعدون في هذه الدنيا إلي الدرجات العالية. وفى الآخرة إذ هم في الدرك الأسفل من النار. ومصداق هذا قول الله سبحانه وتعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } ـ
ولقد جمعت قدر المستطاع ما جاء عنهم من أخبار وأقوال وأفعال وأشعار. وإنني بهذا العمل أرجو أن أقدم لقراء العربية عملا يحوز رضاهم، وهو ما أصبو إليه، فهذا ما يعزيني لقاء ما أنفقت فيه من جهد وعناء.
أسأل الله تعالى التوفيق وحسن الخاتمة ..
هِـلاَلَ مُحَمَّد الْعِيسىَ
***
بسم الله الرحمن الرحيم
افتتاحية :
تلفت الكاتب حوله، يجس نبض ما يدور من أمور الحياة، فراعه ظاهرة تفشت كالمرض المعدي بين الكثيرين من ذوى المنافع الخاصة، أولئك الذين لا يصلون إلى رغباتهم إلا إذا حملوا شهادة هذا الداء الوبيل ضمن مسوغاتهم يفتحون به ما أغلق أمامهم من أبواب على مآرب يبتغونها .
وجد أمامه هذا اللون من الممارسات اللاإنسانية، التي كادت تهيمن على المتعاملات وسيلة يتخذونها من أي طريق، وبأي طريق، وسيلة بسطت نفوذها وأحكمت أسرها، وصارت تقريباً لغة العصر .. ألا وهى النفاق .!
والنفاق مدحك غيرك بما ليس فيه ابتغاء مرضاته، للفوز بمكرمة تراها بدون النفاق عسيرة، وشر ما في الإنسان رضاه عن نفسه، فيخدع بمدحه وثنائه فتلين عريكته، ويؤمن للمنافق طلبته ولو على حساب غيره .
عز على المؤلف هذا اللون من الأخذ والعطاء بين البعض، فدفعة شعوره إلي أن يكتب للقراء في هذا، يعرض عليهم رؤيته، ضارباً الأمثال بما كان يمارس منه في الماضي وانتقلت عدواه إلي الحاضر .
رغب المؤلف أن يكون القاريء الكريم على بينة من الأمر، ليكون على حذر وليحارب هذه الفئة التي ترغب في الوصول بسرعة دون حق، ترى جواز ما تفعل، وهو في الواقع سلوك جائر وظالم .
أذكر أن النبي في أحد مجالسه سمع بعضهم يثنى على رجل ويبالغ في مدحه فنهاهم رسول الله وقال لهم ما معناه : كفوا فقد قصمتم ظهر الرجل .
إن الله سبحانه وتعالى أشد ما يكره المنافقين، وفي آية كريمة في سورة النساء قدمهم على الكافرين فقال جل شأنه : { إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً } قدمهم في العقاب .. هؤلاء هم أصحاب الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا .
ثم إن لهؤلاء سورة حملت اسمهم في القرآن الكريم، تشهر بسلوكهم، وتبسط نواياهم لعل فيها من العظة ما ينفع ومن الدعاية لآثامهم ما يفيد، ويكفى أن المنافقين حقت عليهم لعنه الله سبحانه وتعالى، وهذا قوله جل وعلا يؤيد ذلك حيث يقول عز من قائل: { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَفِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً*مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُواْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلاً * سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً } .. صدق الله العظيم ..
المستشار / عبد العظيم بن أحمد الحلفاوي
تم الكتاب بحمد الله في يوم السبت الموافق الثاني عشر من شهر رجب من عام ألف وأربعمائة وخمس وعشرين من هجرة المصطفي . الموافق الثامن والعشرين من شهر أغسطس لعام ألفين وأربعة الميلادي ..
(7) حجم كبير
عدد الصفحات 291 |
فهرس |
الباب الأول |
النفاق لغةً وشرعاً . |
الباب الثاني |
القرآن الكريم والمنافقون . |
الباب الثالث |
الأحاديث النبوية والنفاق . |
الباب الرابع |
الفرق بين المدح والثناء وشكر النعمة والنفاق . |
الباب الخامس |
قصص المنافقين وأخبارهم . |
الباب السادس |
قالوا في النفاق . |
الباب السابع |
الشعراء والنفاق . |